slider img

خطاب - كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أمام الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي

بتاريخ: 01 يونيو 2019

بسم الله الرحمن الرحيم

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ،،،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،

معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين ،،،

أصحاب المعالي والسعادة ،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

يسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على المبادرة الكريمة باستضافة أعمال قمتنا الإسلامية، تلك المبادرة التي تعبر عن حرص عال على رعاية أحوال المسلمين والحفاظ على مصالحهم،وتحقيق وحدتهم .

والشكر موصول إلى حكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة على ما لمسناه من حفاوة في الاستقبال وكرم الضيافة، والإعداد المتميز لهذا اللقاء الذي يعقد في رحاب أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة بما يمثله ذلك من إلهام لنا بقبول دعاءنا لأمتنا الإسلامية في هذه الليلة المباركة.

ولابد لنا من التأكيد مجدداَ عن قلقنا وإنشغالنا لما تتعرض له الشقيقة وبشكل متواصل من هجمات تستهدف أمنها وإستقرارها وسلامة مواطنيها، مؤكدين إدانتنا وإستنكارنا تلك الهجمات، معبرين عن وقوفنا التام إلى جانب المملكة في الدفاع عن أمنها وإستقرارها .

كما نؤكد إدانتنا للهجمات التي تعرضت لها السفن قبالة سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، لما تشكله أيضا من تهديد لأمنها وإستقرار المنطقة، وإستهداف لســـلامة الملاحة البحرية، وخطر على إمدادات الطاقة العالمية.

كما أشكر فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا على جهوده المقدرة خلال رئاسة بلاده أعمال دورتنا الماضية، وأتقدم بالشكر كذلك إلى معالي الأمين العام وجهاز الأمانة العامة على جهودهم القيمة في الإعداد لهذه الدورة، التي يتزامن انعقادها مع احتفالنا بمرور خمسين عاما على إنشاء منظمتنا العتيدة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،

إن نظرة فاحصة لواقع أمتنا الإسلامية تدلل وبوضوح أن أمتنا تعيش أوضاعا صعبة، وأن مكانتها في العالم وبكل أسف وفق معدلات وإحصائيات عالمية لا تبعث على الارتياح، حيث أن 37 بالمئة من سكان العالم الإســــلامي تحت خط الفقر بإجمـــالي خمسمائة وسبعة مليون نسمة، كما أن 61 بالمئة من نازحين العالم هم من دول إسلامية، و40 بالمئة من سكان العالم الإسلامي أميون، ومتوسط البطالة في عالمنا الإسلامي يصل إلى أكثر من سبعة بالمئة، إنها أرقام مفزعة ومؤلمة في الوقت نفسه، وتدعونا إلى الوقوف أمامها وتأمل مدلولاتها، والعمل بكل الجهد لتفعيل آليات عملنا التنموي لدعم هذه الآليات، والارتقاء بها إلى المستوى الذي يحقق آمال وطموحات أبناء أمتنا الإسلامية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،

تمر منطقتنـــــا والأمة الإسلامية بأسرها بظروف بــــالغة الدقة والخطورة، وتحديات غير مسبوقة، فالوتيرة المتسارعة للتصعيد الذي تشهده منطقتنا ينبئ بتداعيات خطيرة على أمتنا واستقرارنا، الأمر الذي يدعونا إلى التعامل مع الأوضاع المستجدة بأقصى درجات الحيطة والحذر، وأن نسعى إلى إفساح المجال واسعا للجهود الهادفة إلى احتواء التصعيد، والنأي بمنطقتنا عن التوتر والصدام، وأن نحكم العقل والحكمة للحفــــاظ على المصــــالح العليــــا لدولنا، والأمن والسلامة والطمأنينة لشعوبنا.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،

وفي سياق التحديات والمشاغل التي تعيشها أمتنا الإسلامية، تبقى القضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا .... نتألم لتعثر جهود حلها، ونعاني استمرار معاناة أبنائها، وندعو المجتمع الدولي من هذا المكان المبارك أن يفعل جهوده لإحياء عملية السلام، مؤكدين أن أي حل للقضية الفلسطينية لابد وأن يستند إلى حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ومبدأ حل الدولتين.

كما أن الوضع في اليمن ... واستمرار معاناة الشعب اليمني الشقيق يمثل تحديا آخر لأمتنا الإسلامية فبالرغم من الجهود الدولية المتواصلة الهــــادفة إلى وضع حد للصــراع الدامي هناك، إلا أن هذه الجهود تصطدم دائما بعدم الالتزام بما يتم الاتفاق عليه، الأمر الذي ندعو معه إلى ضرورة الالتزام باتفاق ستوكهولم الأخير للوصول إلى الحل وفق المرجعيات المعتمدة والمتفق عليها.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،

وحول الوضع في سوريا .... فإن مما يدعو إلى الأسف أن الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة الطاحنة والتي دخلت عامها التاسع لازالت نتائجها بعيدة المنال، لتستمر معها معاناة الشعب السوري الشقيق، وليستمر الأمن والاستقرار في المنطقة مهددا، الأمر الذي ندعم معه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في جهوده للتوصل إلى حل ينهي الكارثة الإنسانية وفق قرارات الشرعية الدولية وبيان جنيف (1) .

وحول الوضع في ليبيا .... فلقد جاءت الاشتباكات بين الأشقاء لتضيف جرحا على جراح أمتنا الإسلامية، لا نملك معه إلا أن ندعو الأطراف كافة إلى وقف نزيف الدم، والعمل على وضع مصلحة بلادهم فوق كل اعتبار وتأمين سلامة أبناء الشعب الليبي الشقيق بالتجاوب مع مساعي المبعوث الدولي.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،

إن استمرار معاناة العالم من الإرهاب يؤلمنا، ومما يضاعف من ألمنا أن تكون الشعوب الإسلاميــــة أكثر الشعوب استهدافا من ذلك الإرهـــاب، الأمر الذي يدعونا إلى مضـــاعفة الجهد، ورفع وتيرة التنسيق مع المجتمع الدولي، لمواجهة قوى الظلام، ومواصلة ما تحقق لنا من انتصارات تحفظ لشعوبنا سلامتها ولمقدراتنا ومصالحنا صيانتها.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،

إننا أمام استحقاقات تاريخية ومصيرية ... لا بد لنا من الوفاء بها ... ليتحقق لأبناء أمتنا الإسلامية آمالهم وتطلعاتهم المشروعة بالأمن والاستقرار والرخاء والتقدم .

ومن جانب آخر، فإننا مدعوون بأن نلح بالـــدعاء إلى الباري عز وجل بأن يحقن دمـــاء المسلمين، ويوحد صفوفهم، ويحقق غاياتهم، ويكلل أعمالنا بالنجاح والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.