slider img

خطاب - كلمـة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أمام القمة الاستثنائية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية

بتاريخ: 30 مايو 2019

بسم الله الرحمن الرحيم

خــــادم الحرمين الشريفيــــن الأخ العزيز المـــلك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ،،،

أصحاب الجلالة والسمو ،،،

معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ،،،

أصحاب المعالي والسعادة ،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أود بداية أن أعرب عن بالغ سعادتي باللقاء بكم، كما أود أن أتقدم بالتهنئة لكم بحلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، متضرعاً إلى البــــاري عز وجل أن يتقبل صيـــامنا ودعائنا، كما أود أن أتقدم لأخي خادم الحرمين الشريفين بالشكر والتقدير على الدعوة للقائنا اليوم والتي تعبر عن إحساس عالي المستوى بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا في هذه الظروف الدقيقة والحرجة التي نواجهها جميعا.

أصحاب الجلالة والسمو،،،

تتجه أنظار وأفئدة أبناء دول المجلس اليوم إلينا بالدعاء إلى الباري في هذه الليالي المباركة بأن نضع حدا لخلاف عصف بنا، وأضر بمصالحنا، وصدع وحدة موقفنـــا التي نواجه بها التحديــــات لنصبح عاجزين عن مواجهة تحدياتنا....

وإنني أناشدكم من هذا المكان الطاهر .... أن نحقق آمال وتطلعات أبنائنا، وأستحلفكم بالله بتجاوز ما يعكر صفونا بأمور ليس لها أن تثنينا عن أن نضع مصالح دولنا ومستقبل شعوبنا نصب أعيننا... لنعيد الوحدة لصفوفنـــا ... والتي تمكنا عبر أربع عقود مضت من الحفـــاظ على مكـــاسبنا، وتطوير آليات عملنا الخليجي المشترك، ومواجهة العديد من المخـــاطر والتحديـــــات، فبدون ذلك، وفي ظل الأوضاع المريرة التي نواجهها سنبقى عاجزين عن منح الأمل والتفاؤل لشعوبنا التي أرهقها خلافنا، وآلمها استمراره.

أصحاب الجلالة والسمو،،،

إن لقائنا اليوم في هذه البقعة المقدسة، وفي هذه الليلة المباركة، وفي ظل تطورات متسارعة تشهدها منطقتنا، تنبئ عن تداعيات خطيرة على أمننا واستقرارنا، يشكل مدعاة لنا جميعا بأن نستشعر ما يحيط بنا من مخاطر وتحديات، لنسمو فوق خلافاتنا، ولنضع المصالح العليا لدولنا فوق كل اعتبار، ونستذكر بكل الفخر ما تحقق لنا من إنجازات في إطار منظومتنا الخليجية التي نحتفل بمرور ثمانية وثلاثون عاما على انطلاقتها.

أصحاب الجلالة والسمو،،،

لقد عانت منطقتنا لسنوات عديدة حروباً وصراعات ضاعفت من آلامنا، وعمقت جراحنا لنشهد اليوم تطورات خطيرة ومتسارعة بكل تداعياتها المهددة لأمننا، كما لازال محيطنا العربي يعاني توترا وتأزما غير مسبوقين ... حيث لا زال الصراع الدامي في اليمن مستمرا بكل ما يمثله من تهديد لأمننا واستقرارنا، كما أن الأوضاع المأساوية في سوريا وليبيا تشكل تهديدا لأمن أمتنا العربية، فضلا عن ما نشهده من اضطراب للأوضاع في السودان والجزائر... كل هذه التطورات الخطيرة التي نعيشهــــا اليوم تؤكد أهمية استمرار لقائنـــا دائمــــاً في إطــــار منظومتنــــا الخليجية، والحرص على وحدة صفوفنا، للحفاظ على مصـــالح دولنا، وضمــــان مستقبل شعوبنا.

ونؤكد في هذا الصدد تضامننا ووقوفنا التام مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واستنكارنا وإدانتنا الشديدين للهجمات التي استهدفتهما، لما تمثله من تهديد لأمنهما واستقرارهما، وتعريض لسلامة الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة إلى دول العالم لمخاطر حقيقية.

أصحاب الجلالة والسمو،،،

إننا مطالبون إزاء ما نشهده اليوم من تصعيد وتزايد وتيرة التوتر ... أن يكون لنا تواصلاً مع أصدقائنا وحلفائنا لنؤكد لهم أن التصعيد لن يقود إلا للصدام والدمار لكل مقدراتنا، وأن لابد من تغليب الحكمة، والتمسك بخيار الحوار لاحتواء الموقف، ولتجنيب منطقتنا ويلات حروب عانينا منها طويلا.

كما أننا مطالبون للتواصل مع الطرف الآخر، والتوضيح وبكل صراحة وشفافية له بأن أسباب عديدة وممارســــات خـــاطئة وراء وصولنا لهذا المستوى من التوتر، يتطلب منا الأمر معـــالجتها، والعمل على تصحيح المسار في التعامل مع الأحداث في المنطقة، ومع هموم ومشاغل أبنائها.

أصحاب الجلالة والسمو،،،

إننا ننظر إلى عضويتنا غير الدائمة في مجلس الأمن على أنها تمثل فرصة لنا للتحرك لنقل همومنا ومشاغلنا وتخوفنا من التطورات الأخيرة إلى هذا المحفل الدولي، كما نؤكد استعدادنا للتفاعل مع كل ما قد يطرح في مجلس الأمن للوصول إلى قرارات وبيانات تصدر عن المجلس في هذا الصدد.

وفي الختام،

نتضرع إلى البــاري عز وجل أن يحفظ دولنا ومنطقتـــنا، ويجنبها تداعيــــات ما نشهده من تصعيد، وأن يوحد صفوفنا، متمنياً لاجتماعنا كل التوفيق والسداد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.